تعرف أولي على الشاكرات - مراكز الطاقة
كلمة شاكرا (تشاكرا) أصلها من اللغة السنسكريتية وتعني (العجلة أو الدوران) ويوافقها بالعربية كلمة المقامات.
الشاكرات هي مراكز تُنتِج وتُخزن طاقة و تمر الطاقة من خلالها. هناك ثلاث مسارات للطاقة تسير من أسفل العمود الفقري الى تاج الرأس وتسمى بالسنسكريتية (نادي) أو الأنهار الرئيسية وهي إيدا(المسار اليسار) وبنغالا(المسار اليميني) وسوشومنا (المسار المركزي)، وعليها تقع مراكز الطاقة أو تمر من خلالها، وحسب المعرفة الجسدية الحديثة المقابل لهذة الأنهار هو الأجهزة العصبية (الودي واللاودي والمركزي).
هناك ثلاثة أنواع من مراكز الطاقة في جسم الإنسان، شاكرات سفلى أو حيوانية في المنطقة الواقعة بين أصابع القدمين والحوض وتشير إلى نشأة أصولنا في المملكة الحيوانية، والشاكرات البشرية وتقع على طول العمود الفقري، وأخيرا الشاكرات العليا الموجودة بين الجزء العلوي من العمود الفقري وتاج الرأس.
نموذج الشاكرات يصف كيف تنتقل طاقة الحياة (البرانا) بين قطبين، الجسد المادي والوعي. من خلال الشاكرات تتحرك مشاعرنا، أفكارنا، حالتنا الصحية، شهواتنا، وكل ما يحتويه الإنسان من طاقة مادية والامكانيات اللانهائية للوعي.
الشاكرات هي طريق لتحقيق ومعرفة الذات والوعي التام الذي يعلو الأنا المحدود ويتحد مع الكون، وهذا بعد ممارسة مستمرة وطويلة للتأمل.
في هذا المقال سنعرف نموذج الشاكرات السبعة، مواقعهم وخواصهم، وهم:
مولادارا وهي شاكرا الجذر أو القاعدة.
سفاديستانا شاكرا العجز (عظم العجز في العمود الفقري).
مانيبورا شاكرا الظفيرة الشمسية (منطقة السرة).
اناهاتا شاكرا القلب (منطقة القلب).
فيشودا شاكرا الحنجرة (منطقة الحنجرة والرقبة).
اغنا شاكرا الحاجب أو العين الثالثة (الغدة الصنوبرية أو العين الثالثة).
ساهاسرارا شاكرا التاج (قمة الرأس; نقطة لينة لحديثي الولادة).
1. مولادارا - الطاقة الجذرية:
موقعها في قاع الحوض، أسفل العمود الفقري.
الطاقة الجذرية مرتبطة مع عنصر الأرض، وحاسة الشم ومسؤولة عن غرائزنا البدائية الحيوانية. الانسان القديم استخدم حاسة الشم ليميز إذا كانت المأكولات صالحة له أم لا، وعلى هذا الأساس طور الإنسان قدرة الاختيار بين ما له منفعة وما ليس له منفعة، ليس فقط للجسد بل أيضا للنَفس وطَوَرَ قدرة الحفاظ على الذات.
وظيفة هذا المركز هي مساعدتنا على التجذر فعلياً ومجازياً، والمحافظة على الاستقرار الجسدي والنفسي. وأيضا تُوَجِهُنا لاختيار مصادر غذائنا الجسدية والروحية، أي أن نَعي ما نأكل، وما هي المعتقدات والأفكار التي نتبعها.
لموازنة مركز الجذر جسديا بإمكاننا التركيز على تمارين الأرجل، وتوازن على رجل واحدة لبناء أساس جذري قوي، وأيضا تمارين لأسفل الظهر. بالاضافة لذلك علينا ان نختار الطعام الأنسب لنوع جسمنا، وكمية الطعام التي نستهلكها. ومن ناحية عقائدية علينا ان نٌفكر اذا كانت أفكارنا وعقائدنا مفيدة لنا وللاخرين ام تبث الأذى.
حركات من اليوغا: وضعية الشجرة Vriksasana ، وضعية انحناء للأمام Uttanasana
اللون: احمر.
2. سفاديستانا شاكرا - الطاقة العجيزية:
تعود التسمية لموقع مركز الطاقة العجيزية وهو في منطقة الحوض المقابلة لعظمة العجز التي توصل الحوض مع العمود الفقري. إذا كانت المولادارا أقرب لقاع الحوض فإن الطاقة العجيزية موجودة بين عظمتي الحوض الاماميات، كل منطقة الرحم عند النساء وتشمل الأعضاء التناسلية عند الأجناس.
الطاقة العجيزية مرتبطة مع عنصر الماء، وحاسة التذوق. عندما نقوم باختيار أكلنا وشربنا، نقوم بتذوق الطعام او الماء. نُطَوِر حواسنا الذهنية لنستطيع تذوق التجارب التي نعيشها، بكلمات اخرى ان نشعر بمختلف الأحاسيس التي تنبع من تجاربنا. الطاقة العجيزية مسؤولة عن رغباتنا وتلبية مطالبنا، ولها صلة بفكرة الالهات المسؤولات عن الخصوبة وإنتاج الحياة. فالماء عنصر يروي كل خلايا جسدنا وله الحصة الأكبر من تركيبتنا العضوية.
عنصر الماء يكون هدام إذا لم يكن متزن وكذلك مركز الطاقة العجيزية. إذا كنا في فائض من هذه الطاقة فتظهر على شكل فيضان نهر وعندما تفيض المياه فإنها تُغرِق الأرض. على شكل المشاعر نشعر بأننا لا نستطيع إشباع رغبتنا، وان الشعور بالرغبة والشهوة لا نهائي وبالتالي لا نستمتع بالرضا و الاكتفاء. وهذا شعور يلهينا عن الاستمتاع في لحظة الحاضر، وإدراك ما هو موجود.
في حال كان نقص أو شح في مركز الطاقة العجيزية، أو إذا استخدمنا استعارة عنصر الماء، فإن الأرض من دون ماء تنشف ولا تصلح لإنتاج حياة. وكذلك هو الأمر في مركز الطاقة العجيزية، إذا لم تكن متزنة وفيها نقص فإننا نشعر بأننا عالقون، ونفقد القدرة على النمو والتطور وتغذية أنفسنا. وعكس الشهوة الزائدة في حالة النقص فإننا نطور تعلق شديد في الأمور التي اعتدنا عليها ولا نستطيع التخلي عن شيئ حتى اذا لم يخدمنا.
حركات من اليوغا: لموازنة مركز الطاقة العجيزية ينصح بتمارين لمنطقة الحوض، وتقوية عضلات البطن السفلي (اسفل السرة).
مثلاً : القارب (نافاساناNavasana ) ، الفراشة (باداكوناساناBaddha Konasana)
اللون: برتقالي.

3. مانيبورا شاكرا - الطاقة التوجيهية:
موقعها بين السُرة والحجاب الحاجز، مرتبطة مع عنصر النار وحاسة النظر. ماني تعني البصيرة.
الطاقة التوجيهية مسؤولة عن الهضم، هضم الطعام الذي نأكله وهضم الأفكار والأحاسيس. وبما أن عملية الهضم تحلل المواد الغذائية ومنها تنتج طاقة للجسم، فإن مركز الطاقة التوجيهية مسؤول عن قدرتنا على التغيير والإنجاز وهو المركز الذي يعطي البرانا (قوة الحياة) لجسدنا. هذه الطاقة تطور من قدرة وعينا لاحتواء أكثر من حاجتنا للبقاء (أو أكثر من غرائزنا وشهواتنا المرتكزات في طاقة العجز وطاقة الجذر).
اتزان هذة الطاقة يعني تمكين الذات، وتطوير بصر وبصيرة اتجاه الامور التي نَعيها ونراها. وأيضا نكون بحيوية عالية وإبداع في كل ما نفعل بحياتنا. عنصر النار هو أداة لإنتاج طاقة وينتج الحزم، الثقة ونستطيع أن نتخلص من الأمور التي لا تخدمنا. وهذا ما يحصل في عملية الهضم فهي تفرز الفضلات التي لا نحتاجها لجسدنا.
إذا كان فرط في هذة الطاقة فهي كالنار التي تلتهم كل شيئ، نلاحظها على شكل تعجرف، غضب، عدوانية وايضا ممارسة قمع وظلم للآخرين حولنا. وإذا كان نقص فيها فلا توجد حيوية ونشعر بأن الطاقة في جسدنا مستواها منخفض جداً، وبالتالي لا نستطيع تحقيق مبتغانا. نلاحظ ايضا بأننا نصبح كسولين ولا نملك همة او تحفيز.
حركات من اليوغا: لموازنة هذه الطاقة ينصح بحركات التفتل، التي تستهدف منطقة العمود الفقري القطني والوسط مثل أردها ماتسيندراسانا (Ardha Matsyendrasana). بإمكاننا ممارسة وضعيات مثل بلانك(Plank) او الجسر الصغير(Dhanurasana).
تمارين تنفس: Kapalbhati تنفس النار.
اللون: اصفر.


رلى خلايلة ممارسة ومدربة يوغا معتمدة, نسوية ومرشدة مجموعات.رلى محبة للفلسفة البوذية وممارسة لتأمل اليقظة Mindfulness.
Commentaires